قصص

نشر في : 27-06-2024

حدثت في : 2024-06-28 15:18:13

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تكاد الأنواع البحرية تختنق بسبب التلوث البلاستيكي؛ لكن يبدو أنّ هناك كائنات دقيقة تحاول أن تحل تلك المشكلة.

تعاني المحيطات من التلوث البلاستيكي بصورة واضحة، ما يعود سلبًا على البيئة البحرية، ويأتي التلوث البلاستيكي من مصادر عدة في جميع أنحاء العالم، وتُقدر كمية البلاستيك التي ينتجها البشر سنويًا بنحو 400 مليون طن؛ وهو ما  يعادل وزن جميع البشر على سطح الأرض تقريبًا. لكن، النسبة التي تُلقى في المحيطات، والتي غالبًا ما تُلقى بالخطأ أو بعفوية، تُشكل فقط 0.5% من تلك الكمية، مع ذلك لا يمكن الاستهانة بتلك النسبة أو تجاهلها؛ لأنها تُسبب الكثير من الأضرار التي تمتد إلى صحة الإنسان والاقتصاد العام. لذلك؛ يبحث العلماء والباحثون دائمًا عن وسائل للتخلص من التلوث البلاستيكي عبر تحليله. 

وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من المعهد الملكي الهولندي للأبحاث البحرية، دراسة للكشف عن التفاعلات البيولوجية التي تقود إلى تكسير نوع من البلاستيك، وهو بلاستيك البولي إيثيلين (PE)، واختاروا هذا النوع تحديدًا من البلاستيك؛ لأنه الأكثر انتشارًا من بين الأنواع الأخرى التي تُلقى في المحيطات، واكتشفوا أنّ هناك نوع من الفطريات قادر على تكسير ذلك البلاستيك، وهو فطر (Parengyodontium album)، ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت" (Science of The Total Environment) في 2024. 

تحليل 

من المعروف أنّ هناك الكثير من أنواع البكتيريا التي تحلل البلاستيك، لكن أعداد الفطريات التي تحلل تلك المواد قليلة نسبيًا. لذلك، يُعد إضافة نوع جديد من الفطريات إلى قائمة الفطريات المحللة للبلاستيك حدثًا علميًا مهمًا. 

حصل الباحثون على عينات من المناطق المشهورة بالتلوث البلاستيكي في شمال المحيط الهادئ، وعزلوا الفطريات المحللة للبلاستيك في المختبر باستخدام مواد بلاستيكية خاصة، تضم أحد نظائر الكربون، 13C، ويتتبع العلماء هذا النظير؛ لقياس معدل عملية التحلل. وقد لاحظ الباحثون أنّ عملية تحليل الفطر للبولي إيثيلين تحدث بمعدل 0.05% يوميًا. 

انبعاثات كربونية! 

ووجد الباحثون أنّ الفطر يحلل الكربون القادم من البولي إيثيلين ويحوله إلى غاز ثاني أكسيد الكربون ويفرزه الفطر مرة أخرى. وعلى الرغم من أنّ ثاني أكسيد الكربون واحد من الغازات الدفيئة، إلا أنّ تلك العملية لا تتسبب في مشكلة ملموسة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية؛ فقد وجد العلماء أنّ الكمية التي تُطلقها الفطريات منخفضة، مثل التي يُطلقها البشر في أثناء عملية التنفس. 

بالقرب من السطح 

لاحظ الباحثون أيضًا أنّ الفطر يحتاج إلى الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس ليعمل على تحليل البولي إيثيلين. وهذا يعني أنّ الفطريات قادرة على تحليل البلاستيك الذي يطفو بالقرب من السطح. لكن تقل فرصة تحليل البلاستيك في الأعماق بواسطة فطر (Parengyodontium album). مع ذلك، يرى الباحثون أنّ هناك أنواعًا في أعماق المحيط تحلل البلاستيك، والتي لم نكشف عنها الستار بعد. وهذا يتركنا بدون أجوبة حول الديناميكيات التي تتبعها الأنواع المحللة في أعماق المحيطات من أجل تحليل البلاستيك. وهذا يعني أنه ما زال هناك الكثير للكشف عنه في المستقبل. 

تُشكل المواد البلاستيكية أضرارًا جسيمة على المحيطات وموارد المياه المختلفة. لذلك يجب الحد منها قدر المستطاع. لذلك يسعى الباحثون للبحث عن بدائل أكثر قابلية للتحلل، لكن ربما يحتاج الانتقال إلى بلاستيك صديق للبيئة عشرات السنين.